الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة عاطف بن حسين: القضاء سيفصل بيني وبين الممثـل «بودورو» الذي أبـــدع فـــي الــشـــر

نشر في  21 أكتوبر 2015  (12:07)

هذه حقيقة اجتماعات «فنادق الحمامات»

هذا ما قالته لي وزيرة الثقافة بعد تقديم استقالتي..وسنفتح تحقيقا بسبب ليلى طوبال

 أثار الفنان والمسرحي عاطف بن حسين جدلا كبيرا في الأونة الأخيرة بعد تقديمه استقالة من خطته كمستشار صلب وزارة الثقافة خاصة أن التراشق بالاتهامات حضر بقوة بين الأطراف المتداخلة في المشهد الثقافي ببلادنا، ولذلك استغللنا الفرصة لمحاورة المعني الأول بالتطورات المثيرة فكان هذا الحوار المليء بالاعترافات من قبل عاطف بن حسين، فتابعونا:

لنعد الى البداية. ما هو السبب الرئيسي الذي دفع عاطف بن حسين الى التفكير في الاستقالة من منصبه بوزارة الثقافة؟
صدقا لم أكن أتوقع وجود كل هذه الصراعات، فأنا وافقت على العمل بالوزارة بهدف الاصلاح وتقديم مشروع لتحسين القطاع المسرحي، لكني فوجئت بصراعات جانبية وبأناس تنتهك حرمتي الشخصية وتعتدي علي وعلى عائلتي لفظيا، ومع هذه الفئة التي لا تتقن فن الحوار والنقاش وتفتقر الى مقاومات المعرفة بل كل هدفها هو احداث بلبلة كان لا بدّ من التفكير في الاستقالة حماية لنفسي ولعائلتي.
هل تعتقد أن البعض حاول استغلال اسم عاطف بن حسين لاحداث هذه البلبلة؟
قد يكون، وصدقا لا أستغرب ذلك، فهناك من ادعى أن في رصيدي مسلسلين وشكك في مسيرتي لأن عمله المسرحي لم يجد الدعم، وهناك من أكد أن علاقة قرابة تجمعني بوزير الثقافة، وبالتالي لا أستغرب من هؤلاء أي شيء .
وهل تجمعك علاقة قرابة بوزيرة الثقافة؟
(ضاحكا) اطلاقا، فالوزيرة أصيلة جرجيس وأنا أصيل منطقة الشابة... ما أستطيع قوله الآن هو أن الصراع اليوم ليس صراعا معرفيا أو جماليا أوثقافيا أو حتى مسرحيا، هو صراع اخترعته شخصية «بودورو» وخلقت منه ضجة فارغة، كما نشر هذا الأخير صوري الخاصة على الفايس بوك وكتب تعاليق مهينة وهو ما يدل على المستوى الشعبوي والمتدني جدا لهذا الشخص، وعموما أنا سعيد جدا بهبّة التضامن التي وجدتها من أصدقائي وزملائي الذين ساندوني معنويا اثر تقديمي الاستقالة وانتصروا لمشروعي ويبقى المشككون أقلية لا أخافهم .
تتحدث عن كونك صاحب مشروع بوزارة الثقافة، فماهو تحديدا؟
لقد اقترحنا مشروع مسرح المدينة ويقوم بالأساس على دعم المسرحيات التي يقع انتاجها داخل دور الثقافة وتقدم هذه العروض وفق روزنامة واضحة أي أن توزيع العروض يحدد منذ البداية ولا تتحكم فيها اللجان التي ستكون وظيفتها السهر على تنظيم العروض وليس توزيعها كما تعودنا على ذلك، وهذا ما أعلنته وزيرة الثقافة في آخر ندوة صحفية لها، وهنا أشير الى أن ادارة المسرح وبناء على المشروع المذكور آنفا وافقت على دعم 32 مسرحية في حين تم تغيير 7 عروض.. وانطلاقا من هذا القرار صار الاشكال، حيث تجاهل من لم يتحصل على الدعم أني صاحب الفكرة لكن أنا لا أتحمل تداعياتها، فدوري كان استشاريا لا غير .
لكن وقع اتهامك بالتلاعب بملف الدعم ؟
لقد سعى البعض الى اقحامي في صراع لا دخل لي فيه وهدفهم الرئيسي كان ضرب الوزارة وذلك حتى يصبحوا أصحاب حق، لقد تجاهلوا أن سلطة القرار ليست بيدي .
وزيرة الثقافة رفضت استقالتك وانتصرت لك في نهاية المطاف وأقفلت كل الأبواب أمام المشككين، فما الذي دفع لطيفة لخضر الى مساندتك بهذا الشكل؟
لسبب بسيط وهو أننا نشتغل معا ضمن فريق رائع ومتجانس، ونحترم آراء بعضنا البعض ولا يوجد فينا من يحاول فرض وجهة رأيه فنحن بديوان الوزيرة علاقتنا بعضنا ببعض علاقة أفقية وانسانية الى أبعد الحدود، ثانيا أعتقد أن الوزيرة تؤمن بمشروعنا الاصلاحي. عموما ديوان الوزيرة يضم مبدعين فأنا على سبيل المثال مسرحي بالأساس ولست غريبا عن الميدان وأعرف خفاياه جيدا.
ماذا قالت لك لطيفة لخضر حرفيا بمجرد وضعك لاستقالتك على مكتبها؟
«لا مجال لقبول الاستقالة... علينا تحمل كامل المسؤولية والى النهاية والصبر لأن الاصلاح غير سهل وبطبيعة الحال سيخلف لنا العداوات وبعض الصراعات وعلينا مجابهتها لا الهروب منها ..مشروعنا نؤمن به وعلينا اكماله الى النهاية» هذا ما قالته لي حرفيا السيدة لطيفة لخضر.
علمنا أنك رفعت قضية ضدّ كل من حاول تشويهك، فمن هم ؟ وهل كان القضاء هو الحلّ ؟
اولا أنا رفعت قضيتين وضدّ  شخص واحد وليس مجموعة، وباعتقادي لا يستحق ذكر اسمه، ثانيا أرى أنه من حقي الالتجاء الى القضاء بعد أن عمد أحدهم الى ثلبي وشتمي .
أليس من المؤسف أن نجد المبدعين في أروقة المحاكم عوضا عن خشبة المسرح؟
مبدعون؟؟ .. هل تعتقدين أني أقدم على مقاضاة مبدع؟ من قاضيته لا يمت للابداع بصلة، لأن المبدع الحقيقي يحترم غيره ولا يعتدي عليه وعلى عائلته ويحاول التدخل في حياته الشخصية، هذا الشخص باعتقادي هو مبدع في الشرّ والبشاعة و»الخيوبية» ..
لكن الممثل لطفي العكرمي، لم يتهمك بالتهجم عليه فقط بل بالتهجم على زملائك المسرحيين؟
مستحيل بل من المستحيلات السبع أن أتهجم على زملائي المحترفين، قد أنقدهم لكن بعيدا عن لغة التهجم، وان أنا تهجمت على شخص فلا علاقة له بالابداع ولا اعتبره زميلا .
العكرمي أكد كذلك أن ورشات التفكير التي تحدثت عنها صارت في فنادق بالحمامات، فماذا قصد بكلامه؟
لقد دعت الوزارة قرابة ال30 مسرحيا من مختلف انحاء الجمهورية، وكانوا يلتقون كل يوم اثنين بالوزارة في ورشة تفكير هدفها ايجاد اصلاحات قطاعية والبحث عن تكوين جديد للادارة المسرحية، وايجاد مشاريع جديدة، وقصد جمع كل هذه الافكار انتقلت هذه المجموعة الى المركز الثقافي الدولي بالحمامات وليس الى فنادق حيث ظلت هناك مدة 24 ساعة لتمد الوزارة بتقرير نهاية اشغال الورشة وهذا كل ما في الأمر، مع العلم أن من يتحدث اليوم عن حرمانه من الدعم لم يسجل حضوره بالورشة المذكورة لاصلاح المسرح.
ألا ترى أن وظيفتك الادارية قد أثرت على حياتك المهنية وخلقت لك بعض العداوات؟
لا أعتقد ذلك، فعملي بالوزارة لم يؤثر لا على حياتي المهنية أو الخاصة لأنه وببساطة وظيفتي هي تنظيمية بالأساس فأنا أمثل حركة وصل بين المبدع والوزارة قصد تسهيل الحوار والنقاش بينهما وتقريب المسافات .
بصراحة وبعيدا عن المجاملة كيف وجدت العمل مع لطيفة لخضر، وكيف تقيّم أداءها؟
ما وجدته داخل ديوان الوزيرة هو العلاقات الانسانية والمهنية الطيبة جدا ..وجدت فريق عمل متجانسا من زهير قوجة الى آدم فتحي ويسر الحزقي، وهذا الفريق المتكامل سهل عملنا (شايخ بمهمتي الجديدة) رغم أن العمل شاق جدا فنحن نشتغل لأكثر من 12 ساعة ومعنا الوزيرة التي لا يمكنني سوى احترام أدائها ومجهوداتها واحترامها للرأي المخالف وفتحها لباب النقاش .
ماهو تقييمك لأيام قرطاج المسرحية في دورتها 17 الى حدّ الآن ، ولماذا تجاهلت وزارة الثقافة ليلى طوبال ولم توجه لها دعوة في الافتتاح رغم كونها صاحبة نص عرض الافتتاح؟
أولا أنا علمت الآن ومنك أنه لم يتم توجيه دعوة الى المسرحية ليلى طوبال، وما أعدك به هو أني سأتثبت من الموضوع لأني حرصت صحبة مدير الأيام على دعوة كل المبدعين ..أما بخصوص الدورة فما أثني عليه الى حد الآن هو نجاح العروض داخل الجهات وهي خطوة تحسب لإدارة الأيام ..عموما أعتقد أن ما يميز هذه الأيام هو اللقاءات بين المبدعين ومشاهدة عروض من مختلف أصقاع العالم والاستفادة من هذه التجارب .
جديد عاطف بن حسين؟
الى حدّ الآن أنا مكتف بعملي بالوزارة وادارتي لورشة تكوين الممثل أمام الكاميرا صحبة حسام الساحلي.

حاورته: سناء الماجري